طز بالعالم
يمنات
عمر القاضي
أصبح شارع هائل معقماً من قبل اللجان المتطوعة التابعة لوزارة الصحة. لقد ذهبت قبل يومين إلى سوق القات العنسي في هائل لأجل شراء قات. وقد تعقمت حوالي 5 مرات ذهابا وإيابا. الجميع هناك يتعقم، وعلى ضوء هذا التعقيم اشتريت حبة قات عنسي بائتة منذ يومين، وأوراقها تتساقط.
أنا كأي يمني مُخزّن يعتمد على أنفه لاكتشاف ما إذا كان القات طازجاً أو بائتاً، لذلك حاولت أشم رائحتها ولم أكتشف أنها بائتة بسبب قوة انبعاث رائحة المعقمات التي رشوني بها متطوعون يخوفون الناس أكثر من أن يطمنوهم، معليش، يبدو أنهم حريصون علينا زيادة، حرصاً يجعلهم يلاحقونك وسط سوق القات ليفرغوا دبيب الرش المليئة بالمعقم ويرشوك من رأسك حتى قدميك. لست متأكداً إن كانت مادة الرش هذه صالحة لمكافحة «كورونا» وإلّا لمكافحتنا نحن كأننا حشرات وليس أوادم يتزاحمون في أسواق القات يوميا. أنا معقم جاهز. وقد خرجت بالسلامة من طوارئ سوق القات العنسي بشارع هائل.
المهم بعد اكتشاف حالتي إصابة بـ«كورونا» في تعز وبضع حالات في عدن، تحول البعض إلى فضوليين يبثون أخباراً كاذبة عن «كورونا» وعن وجود إصابات أخرى في كل مكان. أنتم تعرفون البعض وكيف يتناولون المعلومات والإحصائيات وبطريقة كاذبة وأرقام مبالغ فيها. تذكرون سابقا عندما كانت تخرج مسيرة من الساحة، يكون عدد المشاركين فيها 100 ألف مواطن مثلاً، وفي إعلام الإخوان تسمع أنها مسيرة مليونية…
تتذكرون إعلام العدوان والمرتزقة وهم يروجون يوميا إحصائيات كاذبة عن عدد الحوثيين الذين استشهدوا بالجبهات. وكم حدكم معنا جبهات. يعني في أصغر جبهة كان المرتزقة يقولون بأنهم يقتلون بمعدل 70 حوثياً يوميا. وأنتم اضربوا هذا الرقم على 45 جبهة، وشاهدتم كم بيطلع عدد الحوثيين الذين قتلوهم بحسب إعلام العدوان الزائف. يعني بيطلع عددهم بحجم سكان قطر والكويت والبحرين والإمارات. وهكذا أيضا يتعامل البعض مع «كورونا». وكل واحد يندع رقم وإحصائية من رأسه و.. و.. الخ.
كان ناقصنا «كورونا». يا ليلة الجن. كله من المرتزقة القائمين على المطار والمنافذ بعدن وحضرموت والمهرة ومأرب، الذين مازالوا يستقبلون العائدين من الخارج بالأحضان. أصلاً هذا ما تريده الإمارات والسعودية منهم، نقل «كورونا» لليمن.
وعلى ضوء ذلك، المرتزقة هناك يقومون بتهريب العائدين من الخارج للداخل مقابل مبالغ مالية يحصلون عليها. الله لا ألحقهم خير.
لا أريد الغوص في «كورونا» أكثر من ذلك، لأن الجميع منشغل بهذه الكارثة. لكن هناك رزمة قضايا أخرى سأسردها هنا في هذا المقال باعتباري صحفياً ينقل قضايا ومعاناة المجتمع للرأي العام والجهات المسؤولة. ولأجل إيجاد حلول ومعالجات لهذه القضايا. وعلى القائمين على الجهات المختصة أن يبطلوا الدعممة تجاه بعض القضايا.
إحدى هذه القضايا هي قضية المعتقل عبدالكريم المنزلي في الأمن السياسي منذ ما يقارب العام والنصف، لماذا لا تطلقون سراحه ويعود إلى أطفاله.
وماذا عن شركة «يمن كاست» الرياضية للبث الرقمي التي صادر أجهزتها الأمن القومي قبل حوالي عام. لماذا يا وزيري الاتصالات والإعلام تحاولون الوقوف عائقاً أمام أية فكرة وخدمة جديدة مستقلة قد يستفيد منها المواطنون والدولة معاً؟!
ماذا عن وزارة الصحة والجهات المختصة، هل وفرتم أجهزة تنفس صناعي وأسِرة، ولا قاعدين تنتظرون العالم الحقير الذي كان يبرر ويتواطأ مع مجازر التحالف حتى يوفر لنا أجهزة تنفس صناعي وأسِرة؟! الموضوع مش صعب يا خلق الله. لقد سبق أن أنتجنا وطورنا صواريخ وأسلحة محلية الصنع. إذن ما هي الصعوبة في إنتاج لقاحات وأجهزة تنفس صناعي وأسِرة وكل متطلباتنا الطبية؟ فالاكتفاء الذاتي لا بد أن يشمل كل المجالات الاقتصادية والزراعية والصناعية، والإنتاج والتعليم والبنية التحتية، وكل المجالات، وطز بالعالم.
المصدر: لا ميديا